التعليم المتميز يصنع وطناً متميزاً- رهان المستقبل والإنجاز الحقيقي

المؤلف: حمود أبو طالب09.12.2025
التعليم المتميز يصنع وطناً متميزاً- رهان المستقبل والإنجاز الحقيقي

إن كافة الغايات السامية التي يتطلع إليها الوطن في حاضره ومستقبله الزاهر، لا يمكن بلوغها بالاعتماد على النفط وحده أو أي مورد آخر. فمهما بلغت الثروات التي بين أيدينا من الضخامة، لا يمكن تحويلها إلى نهضة شاملة وتطور ملموس ما لم يتوفر لدينا أفراد مؤهلون بالعلم والمعرفة، متسلحون بالإبداع والابتكار، ومتعطشون إلى التفوق والريادة في شتى المجالات. فالإنسان المتعلم والمثقف هو الضمانة الحقيقية لتحقيق الأحلام والطموحات والتطلعات المنشودة. لذا، يجب السعي الدائم نحو التعليم النوعي المتميز الذي يصنع الإنسان القادر والمؤثر، الذي بدوره يبني وطناً متقدماً ومزدهراً.

في زخم الأخبار المتدفقة التي تغص بها وسائل الإعلام المختلفة، برز خبر جدير بالاهتمام والاحتفاء به كمواطنين، نفتخر به ونتباهى به بين الأمم. ففي غضون هذا الأسبوع، عاد إلى أرض الوطن أربعون طالباً وطالبة من مدينة كولومبوس بولاية أوهايو الأمريكية، يحملون على أكتافهم 23 جائزة عالمية مرموقة، من بينها 14 جائزة كبرى و9 جوائز خاصة، وذلك بعد منافسة قوية ومثابرة مع أكثر من 1700 طالب وطالبة يمثلون 70 دولة من مختلف أنحاء العالم، ضمن فعاليات المعرض الدولي للعلوم والهندسة (آيسف 2025)، الذي يعد أكبر ملتقى علمي دولي مخصص لطلاب المرحلة ما قبل الجامعية في مجالات العلوم والهندسة. وتشارك المملكة في هذا المحفل العلمي سنوياً منذ عام 2007، وقد حققت خلال مشاركاتها السابقة 183 جائزة دولية، لتتبوأ بذلك المركز الثاني بعد الولايات المتحدة الأمريكية.

هذا هو الإنجاز الفعلي الذي يبعث فينا الأمل والطمأنينة على مستقبل البلاد، فلطالما كانت المواهب الواعدة في السابق حبيسة الإهمال والتجاهل، وتتلاشى بسبب غياب البيئة الحاضنة التي ترعاها وتهتم بها، نتيجة لجمود التعليم التقليدي. ولكن الآن، أصبح لدينا منظومة متكاملة ومتطورة لرعاية الموهوبين والاعتناء بالتميز العلمي، وتقوم على التكامل في الجهود بين وزارة التعليم ومؤسسة موهبة وعدد من الشركاء الاستراتيجيين الآخرين. هذه المنظومة تضطلع بمهمة الكشف عن الكفاءات والقدرات الكامنة التي يزخر بها الوطن، وتوفر لها المناخ الملائم للإبداع والابتكار في المجالات التي تبرع فيها، لتصنع من هؤلاء الشباب والشابات الثروة الحقيقية والأكثر قيمة للوطن.

تهانينا للوطن، ألف مبروك.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة